تُعَدُّ مسألة الأقليات والتعايش المشترك بين المكوّنات الاجتماعية من أبرز القضايا المحورية في العالم المعاصر، لاسيّما في منطقة الشرق الأوسط والعراق. وتعود جذور هذه القضية إلى طبيعة المنطقة التاريخية المعقدة، إذ تضم شعوبًا وقوميات وأديانًا ومذاهب متعددة، لكلٍّ منها تاريخ وثقافة ولغة ومعتقدات خاصة. وقد واجهت هذه المجموعات عبر العقود تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية أثرت بشكل مباشر في استقرارها واندماجها داخل المجتمعات. وفي كثير من الأحيان، تحول هذا التنوّع إلى مصدر صراعات عنيفة تمثلت في النزاعات المسلحة والتهجير والنزوح القسري والتغييرات الديموغرافية، مما أدى إلى تآكل النسيج الاجتماعي وتهديد الأمن المجتمعي. لذلك، أصبحت دراسة أوضاع الأقليات وتعزيز التعايش السلمي بينها ضرورة ملحّة، تحظى باهتمام متزايد في الأوساط الأكاديمية ومراكز الأبحاث وصناع القرار.